تميّز اليوم الأول لرئيس الجمهورية في قصر بعبدا بدينامية واضحة, بدأها باستقبال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي طلب منه الاستمرار بتصريف الأعمال الى حين تشكيل حكومة جديدة. ومن زوار قصر بعبدا كان الرئيس السابق ميشال عون في زيارة بروتوكولية.
لكن اللافت كان الحراك الخارجي المبكر, مع زيارة كل من رئيس جمهورية قبرص ووزير خارجية إيطاليا, لتقديم التهنئة وتأكيد التعاون مع لبنان ودعم عون في عهده.
وفي أولى زياراته الرسمية, قصد رئيس الجمهورية بكركي, مساء الجمعة, حيث التقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي, الذي أشاد بمضمون خطاب القسم, واصفاً اياه بخارطة الطريق الإنقاذية للبنان. كما نوّه بالدعم المحلي والعربي والدولي الواسع الذي لقيه انتخاب الرئيس عون مما يساعد على تحقيق الإنقاذ المنشود.
وقال البطريرك: "ان فرحة اللبنانيين بانتخابكم تعكس ثقتهم بشخصكم من جهة وبمواقفكم الوطنية التي اختبروها في مختلف المهام التي تسلمتموها ولاسيما خلال قيادة الجيش".
وفي السياق, بقي خطاب القسم الذي ألقاه رئيس الجمهورية, بعد أدائه قسم اليمين الدستورية, محط تقدير لما تضمنه من عناوين بارزة, تعهّد عون بتنفيذها لاستعادة هيبة الدولة وبناء المؤسسات.
لكن هذا الخطاب سيكون أمامه مخاض عسير وتحديات كبرى في ظل الازمات الكبيرة التي يعانيها البلد منذ سنوات. وهنا تلفت مصادر مراقبة عبر جريدة الأنباء الالكترونية إلى مجموعة من المطبات ينبغي على رئيس الجمهورية إزالتها لضمان إنطلاقة عهده بقوة كما وعد, وتنفيذ ما تضمنه خطاب القسم من عناوين.
وأشارت المصادر إلى أن أولى هذه المطبات تتعلق بتشكيل الحكومة وتطبيق مبدأ المداورة في وظائف الفئة الأولى وتحقيق المداورة في الوزارات.
أما باقي التحديات فتتمثل, بحسب المصادر, بتطبيق اتفاق وقف النار وانسحاب اسرائيل من القرى التي تحتلتها وتنفيذ القرار 1701, وهذا الأمر بغاية الأهمية, إضافة إلى كل النقاط العالقة والتي تطرق اليها أصلاً في خطابه من استقلالية القضاء ومحاربة الفساد إلى نزع السلاح غير الشرعي بكل أشكاله, وإعادة النازحين السوريين وتحسين سعر الصرف وإعادة الودائع لأصحابها.
المصادر اعتبرت أن معالجة هذه المطبات ونزع فتيلها المتفجّر يشكل ضمانة لمسيرة العهد في بداية انطلاقتها بزخم قوي. ورأت ان هذا الأمر يتطلب تشكيل حكومة فاعلة تنطلق من روحية خطاب القسم والعمل على إزالة الألغام التي تعيق بناء الدولة على أسس وطنية, ومحو كل مخّلفات العهود البائدة.